الخميس، 12 يونيو 2014

تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يزحف نحو بغداد







«داعش» يزحف نحو بغداد«داعش» يزحف نحو بغداد

بغداد - فشل مجلس النواب العراقي بعقد جلسة خاصة لاعلان حالة الطوارئ في البلاد جراء التطورات الامنية الخطيرة. وذكر مصدر برلماني ان رئيس مجلس النواب اسامه النجيفي قرر رفع الجلسة الطارئة لعدم اكتمال النصاب القانوني لعقدها. وقال المصدر ان النواب الذين حضروا جلسة الأمس الطارئة بلغ عددهم 130 نائبا من اصل 325 نائبا للبرلمان الذي ستنتهي ولايته في 14 حزيران الحالي. واضاف ان غالبية الذين حضروا الجلسة عارضوا دعوة رئيس الحكومة نوري المالكي بتفويضه اعلان حالة الطوارئ ومنح الاخير فرصة بقائه رئيسا للحكومة.
في الاثناء دعا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) جنوده إلى الزحف إلى العاصمة العراقية بغداد، وأكد في الوقت نفسه أن «تصفية الحساب» مع المالكي ستكون في كربلاء والنجف حيث المراقد المقدسة للشيعة. وقال أبو محمد العدناني الشامي المتحدث الرسمي باسم «داعش» في تسجيل صوتي تناقلته مواقع جهادية أمس وقالت إنه من إنتاج «مؤسسة الفرقان» «ازحفوا إلى بغداد الرشيدة.. بغداد الخلافة.. لنا فيها تصفية حساب.. صبحوهم على أسوارها.. لا تدعوهم يلتقطون الأنفاس». وقال مخاطبا المالكي «ماذا فعلت بقومك يا أحمق.. وما أحمق منك إلا من رضي بك رئيسا وقائدا.. مالك والسياسة والقيادة العسكرية.. أضعت فرصة تاريخية لقومك للسيطرة على العراق.. بيننا تصفية حساب طويل.. ولن يكون هذا في سامراء أو بغداد وإنما.. في كربلاء والنجف». وحث المتحدث أتباعه إلى عدم التنازل «عن شبر حررتموه إلا على أشلائكم». وأكد أنهم سيطروا على «دبابات وطائرات ومدافع وذخيرة وعدة وعتاد»، ودعا أنصاره إلى العفو عن السنة والصفح عن العشائر انطلاقا من مبدأ «العفو عند المقدرة».
ميدانيا كشف مصدر حكومي عراقي عن نقل كبار قادة الجيش العراقي الذين تواجدوا لحظة الانهيار الامني الذي حصل في نينوى قبل أربعة ايام على أيدي عناصر داعش. وقال المصدر إن القادة، وهم كل من الفريق علي غيدان، والفريق عبود كنبر، واللواء مهدي الغراوي، تم نقلهم من أربيل على متن طائرة الى مطار بغداد الدولي وتسلمتهم السلطات العراقية دون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل. يذكر أن هؤلاء القادة الكبار كانوا في الموصل قبل 72 ساعة من انتشار مسلحين تابعين لتنظيم داعش في عموم مناطقها، وانسحاب الجيش بشكل مفاجئ منها.
وأفاد مصدر عشائري في قضاء القائم بمحافظة الأنبار غرب العراق بأن قوات الجيش انسحبت من الشريط الحدودي بين العراق وسورية غربي المحافظة، موضحا أن العشائر شكلت قوة بمساندة الشرطة المحلية لحماية الحدود. وأحبطت قوات العمليات الخاصة العراقية (الفرقة الذهبية) امس، «هجوم داعش على قضاء سامراء». وقال قائد الفرقة، فاضل برواري، في بيان أوردته «وكالة الانباء العراقية المستقلة»، إن «قوات الفرقة الذهبية أحبطت اعتداء على قضاء سامراء، في صلاح الدين». وأكد أن «الوضع في القضاء هادئ تماما».
في السياق، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن العراق قالت إنها ستسمح للولايات المتحدة بشن ضربات جوية ضد المتشددين شمالي العراق. وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تدرس مجموعة من الخيارات، من بينها ضربات جوية تنفذها طائرات بدون طيار أو طائرات مأهولة. بدوره حذر قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، من تكرار السيناريو السوري في العراق، بما يسمح بتدخل عسكري من قبل إيران و»حزب الله» اللبناني بذريعة الدفاع عن الشيعة. وقال القيادي الصدري إن الوضع العراقي لا يحتمل أي تدخل من هذا النوع، فضلاً عن أن هذا التدخل الايراني ومن قبل «حزب الله» في سورية «أدى عملياً الى تعقيد النزاع السوري وإلى تشجيع الجماعات الجهادية من كل بلدان العالم للذهاب الى ذلك البلد الذي يواجه حرباً طاحنة منذ اكثر من ثلاثة أعوام، وبالتالي هذه التجربة محكومة بالفشل وستفضي الى حدوث المزيد من التداعيات على الأمن الإقليمي».
بينما صرح نائب مقرب من المالكي بان أجهزة مخابرات اقليمية ودولية إضافة الى (داعش) شاركت في احتلال مدينة الموصل. وقال النائب كمال الساعدي عضو ائتلاف دولة القانون في تصريح صحفي إن «مخابرات إقليمية وأخرى دولية فضلاً عن «داعش» شاركت في احتلال الموصل». وأضاف «هناك مخابرات إقليمية ودولية تقف وراء احتلال المدينة الموصل، فضلاً عن الدعم الداخلي الذي وفر المعلومات وأن الانسحاب العسكري بطريقة الخيانة العسكرية سبب احتلال ما تبقى من مناطق الموصل وهذه الاحداث تحتاج إلى تحقيق وستكشف الايام المقبلة عن حقيقة المتورطين في هذه الخيانة».
وسيطر الاكراد العراقيون على مدينة كركوك بشمال البلاد أمس. وقال متحدث باسم البشمركة -قوات الامن الخاصة بالشمال الكردي شبه المستقل- إن البشمركة اجتاحوا كركوك بعد ان تخلى الجيش عن مواقعه هناك. وقال المتحدث جبار ياور «سقطت كركوك بأكملها في أيدي البشمركة ولم يعد هناك وجود للجيش العراقي في كركوك الآن». ويطمح الأكراد منذ فترة طويلة الى السيطرة على كركوك وهي مدينة بها احتياطيات نفطية ضخمة تقع مباشرة خارج منطقتهم شبه المستقلة ويعتبرونها عاصمتهم التاريخية.
ونجا  وزير البيشمركة الكردية شيخ جعفر مصطفى من محاولة اغتيال جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه اثناء تفقده لقطعات البيشمركة جنوب غربي كركوك.
من جهتها حذرت الولايات المتحدة الأميركية مواطنيها من السفر إلى العراق، مشددة على أن نشاط الإرهاب والعنف مازال قائماً في مناطق كثيرة من البلاد ووصل إلى مستويات لم تشاهد منذ عام 2007. وقالت وزارة الخارجية في بيان ان بقاء المواطنين الأميركيين في العراق يمثل خطورة شديدة ويجعلهم عرضة للاختطاف والعنف، مشيرة في هذا الصدد إلى أن قدرة سفارتها في بغداد محدودة للغاية في الاستجابة لحالات الطوارئ فيما يتعلق بالرعايا الأميركيين.
كما دعت الخارجية الألمانية رعاياها لمغادرة المحافظات العراقية الثلاث نينوى والأنبار وصلاح الدين، وهي المحافظات التي سيطر عليها «داعش».
الى ذلك استنكر أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات الأحداث الأخيرة في الموصل. ودان الاعضاء في بيان صحفي ما أسموها «الهجمات الإرهابية الأخيرة» التي ترتكب ضد الشعب العراقي في محاولة لزعزعة استقرار البلاد والمنطقة، معربين عن تعازيهم العميقة لأسر الضحايا وعن دعمهم لشعب وحكومة العراق، وخاصة أولئك الذين شردوا بسبب هذه «الأعمال الإرهابية» والتزامهم لأمنه وسلامته والإقليمية.(وكالات).

0 comments:

إرسال تعليق