البرازيل تفتتح «المونديال» اليوم بمواجهة كرواتيا بحثا عن لقبها السادس
| ||
| ||
| ||
|
ريو دي جانيرو: «الشرق الأوسط»
يبدأ المنتخب البرازيلي رحلة تعويض ما فاته قبل 64 عاما عندما يقص شريط افتتاح النسخة الـ20 لكأس العالم من ملعب «ارينا كورنثيانز» في ساو باولو بمواجهة نظيره الكرواتي اليوم في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى. وتعود كأس العالم إلى البرازيل، البلد الأكثر تتويجا باللقب (5 مرات)، للمرة الأولى منذ 1950 حين وصل «راقصو السامبا» إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام جاره الأوروغوياني 1 - 2 أمام 200 ألف مشجع غص بهم ملعب ماراكانا. ولا تزال مرارة نهائي 1950 في فم الجمهور البرازيلي الذي يحلم بأن يتمكن منتخب بلاده من الظفر باللقب العالمي للمرة الأولى منذ 2002 والسادسة في تاريخه. ويدخل البرازيليون إلى العرس الكروي العالمي وهم متفائلون بحظوظهم، خصوصا أن مدربهم الحالي هو لويز فيليبي سكولاري الذي قادهم إلى اللقب الخامس عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان على حساب الغريم الألماني. وقال عن استعدادات منتخب لنهائيات 2014: «البرازيل جاهزة، كل شيء منظم ومحدد وعلى الطريق الصحيح. إذا التزمنا بهذا البرنامج ستسير الأمور بشكل جيد بالنسبة إلينا بكل تأكيد». ورفض سكولاري الحديث عن الفشل في حال ما لم يتمكن منتخبه من الظفر باللقب أمام جماهيره. وتابع: «منتخب البرازيل يشارك في كأس العالم دائما والجميع يتوقعون منه أن يحرز اللقب. نحن بكل تأكيد نعمل على تحقيق هذا الهدف لكننا نكن الاحترام لطموحات المنتخبات الأخرى التي تشارك في العرس الكروي ولديها الأهداف ذاتها. خوض البطولة على أرضنا سيحفزنا على الاعتماد على موهبة لاعبينا لتحقيق هذا الهدف، وإذا لم ننجح في ذلك يكون الأمر لأن فريقا آخر تفوق علينا».
وتحدث سكولاري عن الضغوط التي يواجهها فريقه كونه يلعب أمام جماهيره، قائلا: «لا شك أن التطلعات أكبر لأنها كأس العالم الثانية التي تقام في البرازيل ولأن الفرصة متاحة أمامنا لتحقيق ما فشلنا في تحقيقه في المرة السابقة. لكننا سنواجه منافسين أقوياء في سعينا لإحراز اللقب». وهذه ليست المرة الأولى التي يشرف فيها سكولاري على منتخب يستضيف بطولة كبرى على أرضه، إذ سبق أن اختبر هذا الأمر عام 2004 مع المنتخب البرتغالي في كأس أوروبا، حيث وصل «برازيليو أوروبا» إلى المباراة النهائية قبل السقوط في المتر الأخير أمام اليونانيين. وتحدث «بيغ فيل» أو سكولاري عما اختبره في 2004، قائلا: «كانت تجربة مفيدة. لدي الآن فكرة أوضح عن كيف يجب أن نتصرف قبل خوضنا المباراة النهائية وكيف يخوض المنتخب المضيف النهائي على ملعبه وكيف يتعين عليه تنظيم ومراقبة المباراة وانتزاع اللقب. أدرك تماما مدى المتعة باللعب على أرضك وبين جمهورك، لكن في الوقت ذاته سيكون الأمر أكثر قسوة في حال خسارة فريقك. سيتسنى لي الاعتماد على تجربتي السابقة عندما أعمل مع لاعبي فريقي».
لكن على سكولاري التفكير أولا بتخطي المنافس الأول المتمثل بالمنتخب الكرواتي قبل الحديث عن النهائي أو حتى تخطي الدور الأول الذي سيتواجه خلاله المنتخب البرازيلي مع المكسيك في الجولة الثانية والكاميرون في الثالثة الأخيرة. وتطرق سكولاري إلى منافسيه في دور المجموعات قائلا: «يؤدي منتخب كرواتيا بشكل جيد ويعتمد عل أسلوب فني متميز. أسلوبه مشابه كثيرا لأسلوب منتخب أميركا الجنوبية، خصوصا من ناحية الاستحواذ على الكرة والتصرف بها بشكل جيد». وتابع: «لم يعد المنتخب الكرواتي يلعب بالأسلوب الإنجليزي الذي تميز به سابقا، في المقابل لاعبوه يملكون قدرات فنية عالية وبالتالي يقدمون مستويات عالية. الكاميرون أيضا تملك لاعبين يملكون فنيات عالية. دائما ما نتوقع أمرا معينا ضد هذا الفريق، لكن العكس هو الذي يحصل ويقوم الفريق بمفاجأتنا. في المقابل، يعتبر منتخب المكسيك منافسا تقليديا بالنسبة إلينا. يقدم كرة قدم مميزة، هناك تاريخ من المواجهات بين البرازيل والمكسيك ودائما ما تكون صعبة».
رسم سكولاري تشكيلته بتأنٍّ، بين وديات وكأس قارات أحرزها بفوز صاعق في النهائي على إسبانيا بطلة العالم 3 - صفر. بعد مباراتين ضد بنما في الثالث من يونيو (حزيران) في غويانا (4 - صفر) وصربيا في السادس منه على ملعب مورومبي في ساو باولو (1 - صفر)، تبدأ خارطة الطريق من افتتاحية كرواتيا في ساو باولو بانتظار حلم خوض المباراة النهائية في ريو دي جانيرو في 13 يوليو (تموز). كان مشهد اختيار سكولاري تشكيلته هذه المرة متناقضا مع 2002، آنذاك ضغط عليه الجمهور قبل وبعد الاختيار، فاضطر إلى النوم في فندق غير اعتيادي للهروب من غضبهم بعد استبعاده الهداف روماريو. لكن في 2014، حتى روماريو، الذي ينتقد ظله أحيانا، وافق على خيارات مدرب البرتغال السابق، كما مهرها الملك بيليه بموافقته مع أنه كان يفضل وجود كاكا أو رونالدينهو فيها.
كان النجاح في كأس القارات 2013 الحجة الرئيسة لسكولاري باستبعاد رونالدينهو (97 مباراة دولية) حامل الكرة الذهبية في 2005 وكاكا (87 مباراة دولية) أفضل لاعب في العالم عام 2007 وروبينيو (92 مباراة دولية)، والجيل الأولمبي في 2012 على غرار لوكاس وباتو وغانسو ولياندرو دامياو وغيرهم... عمد سكولاري إلى تبديل سبعة لاعبين من الكأس القارية، فعزز خط وسطه بفرناندينيو وراميريش وويليان، وجلب الخبرة على الأطراف مع مايكون وماكسويل على حساب رافينيا وفيليبي لويس. وكرر سكولاري أنه يريد بناء جو عائلي مناسب للفريق، على غرار 2002، عندما استدعى لاعبين «غير قادة»، وفي 2014 يعول على المدافعين تياغو سيلفا (باريس سان جرمان الفرنسي) وديفيد لويز (تشيلسي الإنجليزي) وحارس المرمى جوليو سيزار (تورونتو الكندي) والمهاجم فريد (فلوميننزي) لقيادة تشكيلته.
لكن اختيار سكولاري للأخيرين لاقى بعض الاعتراضات، لاحتراف سيزار في الدوري الأميركي الشمالي المنخفض القيمة الفنية وذلك بعد توقفه ستة أشهر عن اللعب، بينما عانى فريد سلسلة من الإصابات منذ بداية الموسم. ويبدو المهاجم نيمار أخطر أسلحة البرازيل في المونديال، بعد خوضه موسما مقبولا مع برشلونة إثر انتقال من سانتوس فاحت منه رائحة الفساد وأطاح برئيس الفريق الكاتالوني ساندرو روسيل.
ويعتبر المنتخب الكرواتي من المنتخبات الصعبة رغم اضطراره إلى خوض الملحق القاري لكي يتأهل إلى النهائيات ورغم غيابه عن مونديال جنوب أفريقيا 2010، وهي المسابقة الوحيدة إلى جانب كأس أوروبا 2000 يفشل بالتأهل إليها. ويشرف على المنتخب الكرواتي في العرس الكروي البرازيلي لاعب وسطه السابق نيكو كوفاتش الذي تسلم المهمة بعد فشل بلاده في التأهل مباشرة إلى النهائيات بقيادة ايغور ستيماتش. ورفع ابن الـ43 معنويات الفريق ونظم اللعب في الملحق واستعدادا لنهائيات البرازيل وبمعاونة شقيقه روبرت نجح نيكو في عبور ملحق آيسلندا بهدفي ماريو ماندزوكيتش وداريو سرنا ايابا بعد أن تعادلا من دون أهداف على أرض الفريق المتواضع ذهابا.
لن يكون الدور الأول نزهة للكروات، وخصوصا في المباراة الافتتاحية التي يغيب عنها ماندزوكيتش بسبب الإيقاف بعد نيله بطاقة حمراء في الملحق أمام آيسلندا، لكنهم يأملون في حجز بطاقة التأهل بالفوز على المكسيك والكاميرون، رغم تفوق خصومهم عليهم بالتأقلم مع الأجواء الحارة والرطبة. كما ستفتقد كرواتيا إلى المدافع يوسيب سيمونيتش بعدما ثبتت محكمة التحكيم الرياضي عقوبة إيقافه عشر مباريات التي فرضها الاتحاد الدولي (فيفا) لاحتفاله بالتأهل بعبارات عنصرية. وأمسك سيمونيتش (36 عاما و105 مباريات دولية) بمكبر الصوت، وردد عبارة «زا دوم» (إلى البيت) رد عليها الجمهور «سبريمني» (جاهزون)، استخدمها النظام الكرواتي الفاشي القريب من النازية إبان الحرب العالمية الثانية. ولن يكون باستطاعة المنتخب الكرواتي الاعتماد أيضا على لاعب الوسط نيكو كرانيكار وذلك بسبب إصابة تعرض لها في ساقه خلال مباراة فريقه كوينز بارك رينجرز مع دربي في الملحق الفاصل المؤهل إلى الدوري الإنجليزي.
وعن مباراة البرازيل المنتظرة، يقول كوفاتش الذي يملك خبرة تدريبية متواضعة: «نحن فخورون للمشاركة فيها، أجواء رائعة تنتظرنا وسنقدم كل ما نملك لتمثيل كرواتيا على أحسن وجه. البرازيل ستحصل على كل الدعم داخل وخارج أرض الملعب من 200 مليون نسمة، لكن في الوقت عينه ستتحمل الضغط وقد يصب ذلك في مصلحتنا».
وشارك كوفاتش لنصف ساعة في المباراة الوحيدة السابقة التي خاضتها بلاده ضد البرازيل قبل أن يخرج لإصابته، وهو علق على ذلك قائلا: «آمل أن أكون أكثر تأثيرا هذه المرة». ويعول كوفاتش على نجم وسط ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش ولاعب إيفان راكيتيتش والمدافع داريو سرنا والمهاجمين نيكيتسا ييلافيتش والبرازيلي الأصل إدواردو دا سيلفا والمخضرم إيفيتسا أوليتش والحارس المخضرم ستيبي ليتيكوسا.
* ثياغو سيلفا.. صخرة الدفاع البرازيلية وصف ثياغو سيلفا بأنه أفضل مدافع في العالم، وستكون مهمة قلب الدفاع، الذي يلقب بـ«الوحش»، قيادة منتخب البرازيل إلى لقب كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها على أرضها للمرة السادسة في تاريخها.
يمتاز سيلفا بالأناقة خلال تحركاته على أرض الملعب، لكنه يتمتع بصلابة كبيرة أيضا لدى مواجهته أخطر مهاجمي الفرق المنافسة، وهو يريد أن يعزز سجلا لا يتضمن كثيرا من الألقاب حتى الآن، باستثناء ما حققه في صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي في الموسمين الأخيرين، ولقب وحيد مع ميلان الإيطالي.
وقال سيلفا: «أستطيع القول بأنني بطل، وبأنني شخص يفوز» في إشارة إلى صراعه مع مرض السل الذي كافحه على مدى ستة أشهر، عندما كان يلعب في الدوري الروسي. ولا شك في أن أي منتخب يحتاج إلى قائد يتمتع بفلسفة الفوز لكي يبلغ هدفه، خصوصا في ظل ضغط هائل من الشعب البرازيلي بأكمله، الذي يقدر عدده بـ200 مليون نسمة. احتاج «الوحش»، الذي سيبلغ الـ30 من عمره في سبتمبر (أيلول) المقبل، إلى بعض الوقت، لكي يبرز على الساحة الكروية، لكنه يملك حاليا النضوج، والهدوء وخبرة اللاعبين الكبار. بعد بداية مسيرة واعدة، ثم انتقاله إلى بورتو البرتغالي، هاجر إلى روسيا عام 2005، قبل أن يعود إلى البرازيل في محاولة لإعادة إطلاق مسيرته، فإنتقل إلى فلوميننسي، قبل أن يعود إلى القارة العجوز، ويحط الرحال في ميلان الإيطالي عام 2008. ارتقى مستواه كثيرا في صفوف ميلان على مدى سنوات عدة فبات أحد أفضل المدافعين العالميين في صفوف الفريق اللومباردي، فلم يتردد باريس سان جيرمان في دفع مبلغ طائل قدر بـ45 مليون يورو للحصول على خدماته، ليكون أول مدماك في مشروعه الطويل الأمد.
ويملك قائد باريس سان جيرمان ومنتخب البرازيل، الذي يشبهه كثيرون بالقيصر الألماني فرانز بيكنباور، خصالا قيادية، فهو ممثل المدرب على أرضية الملعب، يتحدث أكثر عليها منه إلى الصحافة، ففي باريس سان جيرمان وفي المنتخب البرازيلي لا يتردد في توجيه التعليمات إلى خط الدفاع بأكمله قبل أن يقوم بشن الهجمات.
وأشاد به مدرب المنتخب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري بقوله: «يحظى ثياغو سيلفا باحترام زملائه، إنه قائد فعلي على أرض الملعب». ويقول سيلفا مازحا: «حتى في المنزل، فالكلمة الأخيرة لي».
بات الدفاع بقيادة ثياغو سيلفا الخط الأقوى في المنتخب البرازيلي، بعيدا عن صورة اللاعب الهجومي الذي تتميز به الكرة البرازيلية.
إذا كان الحديث يتمحور في معظم الأحيان حول نيمار، فإن المنتخب البرازيلي لم يتلق سوى ثلاثة أهداف في خمس مباريات في كأس القارات العام الماضي، التي توج بلقبها متفوقا على منتخبات عريقة أمثال إيطاليا في دور المجموعات، وأوروغواي في نصف النهائي، وإسبانيا بطلة العالم وأوروبا في المباراة النهائية؛ حيث ألحق بها خسارة قاسية قوامها ثلاثة أهداف بلا مقابل. والأمر ينطبق على باريس سان جيرمان الذي توج باللقب المحلي في الموسمين الماضيين بفضل أفضل خط دفاع (23 هدفا في كل موسم)، في حين يستقطب النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الأضواء.
ويقول المثل الكروي الشهير: «الهجوم يساعدك على الفوز في المباريات، أما الدفاع فيمنحك الألقاب».
وقد وضع ثياغو سيلفا هدفا واضحا لزملائه بقوله: «لا نريد أن يدخل مرمانا أي هدف»، كما كشف أنه حلم بأنه يرفع الكأس في ملعب ماراكانا، وقال في هذا الصدد: «إذا قلت لكم إنني لم أفكر بهذا الأمر، أكون أكذب عليكم. لا يمكن التوقف عن التفكير بهذا الأمر، خصوصا أننا نملك فرصة قوية لإحراز اللقب لأننا نلعب على أرضنا ونملك فريقا موهوبا».
* مودريتش.. صانع ألعاب كرواتيا وصاحب الرؤية الثاقبة ضحى لوكا مودريتش بشعره الطويل للاحتفال بتتويج فريقه الإسباني ريال مدريد بطلا لأوروبا، ويعول على نجاحه مع النادي الملكي ليعيد منتخب بلاده (كرواتيا) إلى منتخبات النخبة في مونديال البرازيل 2014. وأصبح صاحب ربطة الرأس الشهيرة نجما في توتنهام الإنجليزي لأربع سنوات بفضل مهاراته الفنية، فحصل ابن الـ28 عاما على بطاقة انتقاله إلى ريال مدريد مقابل 44 مليون يورو في 2012، بعد مطاردة أبرز أندية القارة العجوز لنيل خدماته.
عرف مودريتش موسما أول كارثيا مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو، فوصف في استطلاع إسباني بأنه صاحب التعاقد الأسوأ لريال. لكن خيبة 2013 ارتدت إيجابا على 2014، فنجح صاحب البنية الجسدية الهزيلة والقيمة الكروية العملاقة في فرض نفسه أساسيا في تشكيلة الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وكان أحد أبرز الممررين للبرتغالي كريستيانو رونالدو، فحصل على شرف إنشاد اسمه في مدرجات ملعب «سانتياغو برنابيو» وهي ميزة لا يحصل عليها سوى الكبار.
ويأمل مودريتش في إعادة منتخب بلاده إلى الواجهة الدولية على غرار 1998 في مشاركتها الأولى في فرنسا، عندما حلت ثالثة تحت إشراف المدرب ميروسلاف بلازيفيتش. ويدرك مودريتش (8 أهداف في 75 مباراة دولية) أن منتخب بلاده يعتمد عليه في المواجهة العالمية: «شخصيا، لن أقلل من تقييم منتخب كرواتيا. لعبنا دوما جيدا في المسابقات الكبرى، سواء أكان في كأس أوروبا أم كأس العالم. نحن في مجموعة صعبة ونأمل تخطيها».
صانع ألعاب لديه رؤية ثاقبة، وتمريرات دقيقة، وسيطرة على اللعب، ولياقة دفاعية وهجومية أوصلته إلى نجوميته. لقب نجم دينامو زغرب السابق بـ«كرويف الكرواتي»، نظرا للشبه الجسدي والفني بينهما، واختير في التشكيلة المثالية لكأس أوروبا 2008.
عن مباراة البرازيل، قال مودريتش: «ستكون الأسهل لنا. لا ضغط علينا في هذه المباراة. لا أعتقد أنه الوضع الأسوأ لنا».
عام 2005 كانت البداية الجدية لمودريتش، وفيها خبر دينامو زغرب جيدا طاقته، فوقع معه عقدا ربطه لمدة عشر سنوات، وفي الموسم ذاته فتح منتخب تحت 21 سنة أبوابه للاعب الصاعد؛ حيث أمضى سنة واحدة قبل أن يثبت أقدامه مع المنتخب الأول في مواجهة الأرجنتين (3 - 2) في مارس (آذار) 2006 تاركا بصماته الفريدة.
كان لوكا يافعا في تشكيلة المدرب زلاتكو كرانيكار خلال كأس العالم 2006، فشارك بديلا بمجموع 30 دقيقة في مباراتي اليابان وأستراليا. أضحى مودريتش معبود جماهير دينامو. انهمرت عليه الألقاب: اثنان في الدوري، وواحد في كأس الأندية المحترفة والكأس السوبر، فاستحق شارة القائد في عمر 22 عاما.
بقي «مودري» عملاقا محليا ومجهولا أوروبيا، إلى أن خاض تصفيات دوري أبطال أوروبا موسم 2006 - 2007 فلفت نظر البعض، لكن تصفيات كأس أوروبا 2008 التي خاض فيها 11 مباراة من أصل 12، كانت منعطفا مهمّا في تحوله إلى أكثر النجوم طلبا من الأندية الكبيرة، وطالت اللائحة أندية برشلونة وريال مدريد في إسبانيا، وصولا إلى إنتر ميلان الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني، إضافة إلى أندية المقدمة في إنجلترا؛ حيث كان تشيلسي الأقرب للحصول على خدماته في ديسمبر (كانون الأول) 2007، لكن خلافات على مبلغ الصفقة أبقته في زغرب.
عاش مودريتش أصعب فترات حياته بعد خيبة أمله بعدم الانتقال إلى تشيلسي، رافقها تراجع في مستواه حوّله من معبود للجماهير إلى كائن غير محبوب في الفريق. حاولت الفرق المتوسطة اصطياد مودريتش في هذه الفترة، فكان على مشارف الانضمام إلى نيو كاسل يونايتد الإنجليزي، غير أن رغبة مدرب توتنهام هوتسبر، الإسباني خواندي راموس، حينها وضعت حدا لكل الطامحين، ليتحول مودريتش من العاصمة الكرواتية إلى نظيرتها الإنجليزية مقابل 21 مليون يورو.
يبدأ المنتخب البرازيلي رحلة تعويض ما فاته قبل 64 عاما عندما يقص شريط افتتاح النسخة الـ20 لكأس العالم من ملعب «ارينا كورنثيانز» في ساو باولو بمواجهة نظيره الكرواتي اليوم في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى. وتعود كأس العالم إلى البرازيل، البلد الأكثر تتويجا باللقب (5 مرات)، للمرة الأولى منذ 1950 حين وصل «راقصو السامبا» إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام جاره الأوروغوياني 1 - 2 أمام 200 ألف مشجع غص بهم ملعب ماراكانا. ولا تزال مرارة نهائي 1950 في فم الجمهور البرازيلي الذي يحلم بأن يتمكن منتخب بلاده من الظفر باللقب العالمي للمرة الأولى منذ 2002 والسادسة في تاريخه. ويدخل البرازيليون إلى العرس الكروي العالمي وهم متفائلون بحظوظهم، خصوصا أن مدربهم الحالي هو لويز فيليبي سكولاري الذي قادهم إلى اللقب الخامس عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان على حساب الغريم الألماني. وقال عن استعدادات منتخب لنهائيات 2014: «البرازيل جاهزة، كل شيء منظم ومحدد وعلى الطريق الصحيح. إذا التزمنا بهذا البرنامج ستسير الأمور بشكل جيد بالنسبة إلينا بكل تأكيد». ورفض سكولاري الحديث عن الفشل في حال ما لم يتمكن منتخبه من الظفر باللقب أمام جماهيره. وتابع: «منتخب البرازيل يشارك في كأس العالم دائما والجميع يتوقعون منه أن يحرز اللقب. نحن بكل تأكيد نعمل على تحقيق هذا الهدف لكننا نكن الاحترام لطموحات المنتخبات الأخرى التي تشارك في العرس الكروي ولديها الأهداف ذاتها. خوض البطولة على أرضنا سيحفزنا على الاعتماد على موهبة لاعبينا لتحقيق هذا الهدف، وإذا لم ننجح في ذلك يكون الأمر لأن فريقا آخر تفوق علينا».
وتحدث سكولاري عن الضغوط التي يواجهها فريقه كونه يلعب أمام جماهيره، قائلا: «لا شك أن التطلعات أكبر لأنها كأس العالم الثانية التي تقام في البرازيل ولأن الفرصة متاحة أمامنا لتحقيق ما فشلنا في تحقيقه في المرة السابقة. لكننا سنواجه منافسين أقوياء في سعينا لإحراز اللقب». وهذه ليست المرة الأولى التي يشرف فيها سكولاري على منتخب يستضيف بطولة كبرى على أرضه، إذ سبق أن اختبر هذا الأمر عام 2004 مع المنتخب البرتغالي في كأس أوروبا، حيث وصل «برازيليو أوروبا» إلى المباراة النهائية قبل السقوط في المتر الأخير أمام اليونانيين. وتحدث «بيغ فيل» أو سكولاري عما اختبره في 2004، قائلا: «كانت تجربة مفيدة. لدي الآن فكرة أوضح عن كيف يجب أن نتصرف قبل خوضنا المباراة النهائية وكيف يخوض المنتخب المضيف النهائي على ملعبه وكيف يتعين عليه تنظيم ومراقبة المباراة وانتزاع اللقب. أدرك تماما مدى المتعة باللعب على أرضك وبين جمهورك، لكن في الوقت ذاته سيكون الأمر أكثر قسوة في حال خسارة فريقك. سيتسنى لي الاعتماد على تجربتي السابقة عندما أعمل مع لاعبي فريقي».
لكن على سكولاري التفكير أولا بتخطي المنافس الأول المتمثل بالمنتخب الكرواتي قبل الحديث عن النهائي أو حتى تخطي الدور الأول الذي سيتواجه خلاله المنتخب البرازيلي مع المكسيك في الجولة الثانية والكاميرون في الثالثة الأخيرة. وتطرق سكولاري إلى منافسيه في دور المجموعات قائلا: «يؤدي منتخب كرواتيا بشكل جيد ويعتمد عل أسلوب فني متميز. أسلوبه مشابه كثيرا لأسلوب منتخب أميركا الجنوبية، خصوصا من ناحية الاستحواذ على الكرة والتصرف بها بشكل جيد». وتابع: «لم يعد المنتخب الكرواتي يلعب بالأسلوب الإنجليزي الذي تميز به سابقا، في المقابل لاعبوه يملكون قدرات فنية عالية وبالتالي يقدمون مستويات عالية. الكاميرون أيضا تملك لاعبين يملكون فنيات عالية. دائما ما نتوقع أمرا معينا ضد هذا الفريق، لكن العكس هو الذي يحصل ويقوم الفريق بمفاجأتنا. في المقابل، يعتبر منتخب المكسيك منافسا تقليديا بالنسبة إلينا. يقدم كرة قدم مميزة، هناك تاريخ من المواجهات بين البرازيل والمكسيك ودائما ما تكون صعبة».
رسم سكولاري تشكيلته بتأنٍّ، بين وديات وكأس قارات أحرزها بفوز صاعق في النهائي على إسبانيا بطلة العالم 3 - صفر. بعد مباراتين ضد بنما في الثالث من يونيو (حزيران) في غويانا (4 - صفر) وصربيا في السادس منه على ملعب مورومبي في ساو باولو (1 - صفر)، تبدأ خارطة الطريق من افتتاحية كرواتيا في ساو باولو بانتظار حلم خوض المباراة النهائية في ريو دي جانيرو في 13 يوليو (تموز). كان مشهد اختيار سكولاري تشكيلته هذه المرة متناقضا مع 2002، آنذاك ضغط عليه الجمهور قبل وبعد الاختيار، فاضطر إلى النوم في فندق غير اعتيادي للهروب من غضبهم بعد استبعاده الهداف روماريو. لكن في 2014، حتى روماريو، الذي ينتقد ظله أحيانا، وافق على خيارات مدرب البرتغال السابق، كما مهرها الملك بيليه بموافقته مع أنه كان يفضل وجود كاكا أو رونالدينهو فيها.
كان النجاح في كأس القارات 2013 الحجة الرئيسة لسكولاري باستبعاد رونالدينهو (97 مباراة دولية) حامل الكرة الذهبية في 2005 وكاكا (87 مباراة دولية) أفضل لاعب في العالم عام 2007 وروبينيو (92 مباراة دولية)، والجيل الأولمبي في 2012 على غرار لوكاس وباتو وغانسو ولياندرو دامياو وغيرهم... عمد سكولاري إلى تبديل سبعة لاعبين من الكأس القارية، فعزز خط وسطه بفرناندينيو وراميريش وويليان، وجلب الخبرة على الأطراف مع مايكون وماكسويل على حساب رافينيا وفيليبي لويس. وكرر سكولاري أنه يريد بناء جو عائلي مناسب للفريق، على غرار 2002، عندما استدعى لاعبين «غير قادة»، وفي 2014 يعول على المدافعين تياغو سيلفا (باريس سان جرمان الفرنسي) وديفيد لويز (تشيلسي الإنجليزي) وحارس المرمى جوليو سيزار (تورونتو الكندي) والمهاجم فريد (فلوميننزي) لقيادة تشكيلته.
لكن اختيار سكولاري للأخيرين لاقى بعض الاعتراضات، لاحتراف سيزار في الدوري الأميركي الشمالي المنخفض القيمة الفنية وذلك بعد توقفه ستة أشهر عن اللعب، بينما عانى فريد سلسلة من الإصابات منذ بداية الموسم. ويبدو المهاجم نيمار أخطر أسلحة البرازيل في المونديال، بعد خوضه موسما مقبولا مع برشلونة إثر انتقال من سانتوس فاحت منه رائحة الفساد وأطاح برئيس الفريق الكاتالوني ساندرو روسيل.
ويعتبر المنتخب الكرواتي من المنتخبات الصعبة رغم اضطراره إلى خوض الملحق القاري لكي يتأهل إلى النهائيات ورغم غيابه عن مونديال جنوب أفريقيا 2010، وهي المسابقة الوحيدة إلى جانب كأس أوروبا 2000 يفشل بالتأهل إليها. ويشرف على المنتخب الكرواتي في العرس الكروي البرازيلي لاعب وسطه السابق نيكو كوفاتش الذي تسلم المهمة بعد فشل بلاده في التأهل مباشرة إلى النهائيات بقيادة ايغور ستيماتش. ورفع ابن الـ43 معنويات الفريق ونظم اللعب في الملحق واستعدادا لنهائيات البرازيل وبمعاونة شقيقه روبرت نجح نيكو في عبور ملحق آيسلندا بهدفي ماريو ماندزوكيتش وداريو سرنا ايابا بعد أن تعادلا من دون أهداف على أرض الفريق المتواضع ذهابا.
لن يكون الدور الأول نزهة للكروات، وخصوصا في المباراة الافتتاحية التي يغيب عنها ماندزوكيتش بسبب الإيقاف بعد نيله بطاقة حمراء في الملحق أمام آيسلندا، لكنهم يأملون في حجز بطاقة التأهل بالفوز على المكسيك والكاميرون، رغم تفوق خصومهم عليهم بالتأقلم مع الأجواء الحارة والرطبة. كما ستفتقد كرواتيا إلى المدافع يوسيب سيمونيتش بعدما ثبتت محكمة التحكيم الرياضي عقوبة إيقافه عشر مباريات التي فرضها الاتحاد الدولي (فيفا) لاحتفاله بالتأهل بعبارات عنصرية. وأمسك سيمونيتش (36 عاما و105 مباريات دولية) بمكبر الصوت، وردد عبارة «زا دوم» (إلى البيت) رد عليها الجمهور «سبريمني» (جاهزون)، استخدمها النظام الكرواتي الفاشي القريب من النازية إبان الحرب العالمية الثانية. ولن يكون باستطاعة المنتخب الكرواتي الاعتماد أيضا على لاعب الوسط نيكو كرانيكار وذلك بسبب إصابة تعرض لها في ساقه خلال مباراة فريقه كوينز بارك رينجرز مع دربي في الملحق الفاصل المؤهل إلى الدوري الإنجليزي.
وعن مباراة البرازيل المنتظرة، يقول كوفاتش الذي يملك خبرة تدريبية متواضعة: «نحن فخورون للمشاركة فيها، أجواء رائعة تنتظرنا وسنقدم كل ما نملك لتمثيل كرواتيا على أحسن وجه. البرازيل ستحصل على كل الدعم داخل وخارج أرض الملعب من 200 مليون نسمة، لكن في الوقت عينه ستتحمل الضغط وقد يصب ذلك في مصلحتنا».
وشارك كوفاتش لنصف ساعة في المباراة الوحيدة السابقة التي خاضتها بلاده ضد البرازيل قبل أن يخرج لإصابته، وهو علق على ذلك قائلا: «آمل أن أكون أكثر تأثيرا هذه المرة». ويعول كوفاتش على نجم وسط ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش ولاعب إيفان راكيتيتش والمدافع داريو سرنا والمهاجمين نيكيتسا ييلافيتش والبرازيلي الأصل إدواردو دا سيلفا والمخضرم إيفيتسا أوليتش والحارس المخضرم ستيبي ليتيكوسا.
* ثياغو سيلفا.. صخرة الدفاع البرازيلية وصف ثياغو سيلفا بأنه أفضل مدافع في العالم، وستكون مهمة قلب الدفاع، الذي يلقب بـ«الوحش»، قيادة منتخب البرازيل إلى لقب كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها على أرضها للمرة السادسة في تاريخها.
يمتاز سيلفا بالأناقة خلال تحركاته على أرض الملعب، لكنه يتمتع بصلابة كبيرة أيضا لدى مواجهته أخطر مهاجمي الفرق المنافسة، وهو يريد أن يعزز سجلا لا يتضمن كثيرا من الألقاب حتى الآن، باستثناء ما حققه في صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي في الموسمين الأخيرين، ولقب وحيد مع ميلان الإيطالي.
وقال سيلفا: «أستطيع القول بأنني بطل، وبأنني شخص يفوز» في إشارة إلى صراعه مع مرض السل الذي كافحه على مدى ستة أشهر، عندما كان يلعب في الدوري الروسي. ولا شك في أن أي منتخب يحتاج إلى قائد يتمتع بفلسفة الفوز لكي يبلغ هدفه، خصوصا في ظل ضغط هائل من الشعب البرازيلي بأكمله، الذي يقدر عدده بـ200 مليون نسمة. احتاج «الوحش»، الذي سيبلغ الـ30 من عمره في سبتمبر (أيلول) المقبل، إلى بعض الوقت، لكي يبرز على الساحة الكروية، لكنه يملك حاليا النضوج، والهدوء وخبرة اللاعبين الكبار. بعد بداية مسيرة واعدة، ثم انتقاله إلى بورتو البرتغالي، هاجر إلى روسيا عام 2005، قبل أن يعود إلى البرازيل في محاولة لإعادة إطلاق مسيرته، فإنتقل إلى فلوميننسي، قبل أن يعود إلى القارة العجوز، ويحط الرحال في ميلان الإيطالي عام 2008. ارتقى مستواه كثيرا في صفوف ميلان على مدى سنوات عدة فبات أحد أفضل المدافعين العالميين في صفوف الفريق اللومباردي، فلم يتردد باريس سان جيرمان في دفع مبلغ طائل قدر بـ45 مليون يورو للحصول على خدماته، ليكون أول مدماك في مشروعه الطويل الأمد.
ويملك قائد باريس سان جيرمان ومنتخب البرازيل، الذي يشبهه كثيرون بالقيصر الألماني فرانز بيكنباور، خصالا قيادية، فهو ممثل المدرب على أرضية الملعب، يتحدث أكثر عليها منه إلى الصحافة، ففي باريس سان جيرمان وفي المنتخب البرازيلي لا يتردد في توجيه التعليمات إلى خط الدفاع بأكمله قبل أن يقوم بشن الهجمات.
وأشاد به مدرب المنتخب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري بقوله: «يحظى ثياغو سيلفا باحترام زملائه، إنه قائد فعلي على أرض الملعب». ويقول سيلفا مازحا: «حتى في المنزل، فالكلمة الأخيرة لي».
بات الدفاع بقيادة ثياغو سيلفا الخط الأقوى في المنتخب البرازيلي، بعيدا عن صورة اللاعب الهجومي الذي تتميز به الكرة البرازيلية.
إذا كان الحديث يتمحور في معظم الأحيان حول نيمار، فإن المنتخب البرازيلي لم يتلق سوى ثلاثة أهداف في خمس مباريات في كأس القارات العام الماضي، التي توج بلقبها متفوقا على منتخبات عريقة أمثال إيطاليا في دور المجموعات، وأوروغواي في نصف النهائي، وإسبانيا بطلة العالم وأوروبا في المباراة النهائية؛ حيث ألحق بها خسارة قاسية قوامها ثلاثة أهداف بلا مقابل. والأمر ينطبق على باريس سان جيرمان الذي توج باللقب المحلي في الموسمين الماضيين بفضل أفضل خط دفاع (23 هدفا في كل موسم)، في حين يستقطب النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الأضواء.
ويقول المثل الكروي الشهير: «الهجوم يساعدك على الفوز في المباريات، أما الدفاع فيمنحك الألقاب».
وقد وضع ثياغو سيلفا هدفا واضحا لزملائه بقوله: «لا نريد أن يدخل مرمانا أي هدف»، كما كشف أنه حلم بأنه يرفع الكأس في ملعب ماراكانا، وقال في هذا الصدد: «إذا قلت لكم إنني لم أفكر بهذا الأمر، أكون أكذب عليكم. لا يمكن التوقف عن التفكير بهذا الأمر، خصوصا أننا نملك فرصة قوية لإحراز اللقب لأننا نلعب على أرضنا ونملك فريقا موهوبا».
* مودريتش.. صانع ألعاب كرواتيا وصاحب الرؤية الثاقبة ضحى لوكا مودريتش بشعره الطويل للاحتفال بتتويج فريقه الإسباني ريال مدريد بطلا لأوروبا، ويعول على نجاحه مع النادي الملكي ليعيد منتخب بلاده (كرواتيا) إلى منتخبات النخبة في مونديال البرازيل 2014. وأصبح صاحب ربطة الرأس الشهيرة نجما في توتنهام الإنجليزي لأربع سنوات بفضل مهاراته الفنية، فحصل ابن الـ28 عاما على بطاقة انتقاله إلى ريال مدريد مقابل 44 مليون يورو في 2012، بعد مطاردة أبرز أندية القارة العجوز لنيل خدماته.
عرف مودريتش موسما أول كارثيا مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو، فوصف في استطلاع إسباني بأنه صاحب التعاقد الأسوأ لريال. لكن خيبة 2013 ارتدت إيجابا على 2014، فنجح صاحب البنية الجسدية الهزيلة والقيمة الكروية العملاقة في فرض نفسه أساسيا في تشكيلة الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وكان أحد أبرز الممررين للبرتغالي كريستيانو رونالدو، فحصل على شرف إنشاد اسمه في مدرجات ملعب «سانتياغو برنابيو» وهي ميزة لا يحصل عليها سوى الكبار.
ويأمل مودريتش في إعادة منتخب بلاده إلى الواجهة الدولية على غرار 1998 في مشاركتها الأولى في فرنسا، عندما حلت ثالثة تحت إشراف المدرب ميروسلاف بلازيفيتش. ويدرك مودريتش (8 أهداف في 75 مباراة دولية) أن منتخب بلاده يعتمد عليه في المواجهة العالمية: «شخصيا، لن أقلل من تقييم منتخب كرواتيا. لعبنا دوما جيدا في المسابقات الكبرى، سواء أكان في كأس أوروبا أم كأس العالم. نحن في مجموعة صعبة ونأمل تخطيها».
صانع ألعاب لديه رؤية ثاقبة، وتمريرات دقيقة، وسيطرة على اللعب، ولياقة دفاعية وهجومية أوصلته إلى نجوميته. لقب نجم دينامو زغرب السابق بـ«كرويف الكرواتي»، نظرا للشبه الجسدي والفني بينهما، واختير في التشكيلة المثالية لكأس أوروبا 2008.
عن مباراة البرازيل، قال مودريتش: «ستكون الأسهل لنا. لا ضغط علينا في هذه المباراة. لا أعتقد أنه الوضع الأسوأ لنا».
عام 2005 كانت البداية الجدية لمودريتش، وفيها خبر دينامو زغرب جيدا طاقته، فوقع معه عقدا ربطه لمدة عشر سنوات، وفي الموسم ذاته فتح منتخب تحت 21 سنة أبوابه للاعب الصاعد؛ حيث أمضى سنة واحدة قبل أن يثبت أقدامه مع المنتخب الأول في مواجهة الأرجنتين (3 - 2) في مارس (آذار) 2006 تاركا بصماته الفريدة.
كان لوكا يافعا في تشكيلة المدرب زلاتكو كرانيكار خلال كأس العالم 2006، فشارك بديلا بمجموع 30 دقيقة في مباراتي اليابان وأستراليا. أضحى مودريتش معبود جماهير دينامو. انهمرت عليه الألقاب: اثنان في الدوري، وواحد في كأس الأندية المحترفة والكأس السوبر، فاستحق شارة القائد في عمر 22 عاما.
بقي «مودري» عملاقا محليا ومجهولا أوروبيا، إلى أن خاض تصفيات دوري أبطال أوروبا موسم 2006 - 2007 فلفت نظر البعض، لكن تصفيات كأس أوروبا 2008 التي خاض فيها 11 مباراة من أصل 12، كانت منعطفا مهمّا في تحوله إلى أكثر النجوم طلبا من الأندية الكبيرة، وطالت اللائحة أندية برشلونة وريال مدريد في إسبانيا، وصولا إلى إنتر ميلان الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني، إضافة إلى أندية المقدمة في إنجلترا؛ حيث كان تشيلسي الأقرب للحصول على خدماته في ديسمبر (كانون الأول) 2007، لكن خلافات على مبلغ الصفقة أبقته في زغرب.
عاش مودريتش أصعب فترات حياته بعد خيبة أمله بعدم الانتقال إلى تشيلسي، رافقها تراجع في مستواه حوّله من معبود للجماهير إلى كائن غير محبوب في الفريق. حاولت الفرق المتوسطة اصطياد مودريتش في هذه الفترة، فكان على مشارف الانضمام إلى نيو كاسل يونايتد الإنجليزي، غير أن رغبة مدرب توتنهام هوتسبر، الإسباني خواندي راموس، حينها وضعت حدا لكل الطامحين، ليتحول مودريتش من العاصمة الكرواتية إلى نظيرتها الإنجليزية مقابل 21 مليون يورو.
0 comments:
إرسال تعليق